اعلان

ارتباطات كلمات القران بجذورها اللغوية

ذكرنا قبلا أن القران لغة السماء وانه بحروفه هو قول الله تعالى للبشر جميعاً. واذا كانت الكلمة فى اللغة هى قالب المعنى فان الحرف القرآنى فى ذاته قالب منفرد، فعندما نذكر كلمه مياه مثلا تعلم انها عبارة عن مادة سائله لا لون لها ويشرب منها الانسان والحيوان والطير, ولكن القرآن مختلف فى ذلك, فإن للحرف ذاته معنى والآ كيف نفهم قوله تعالى "يس والقرآن الحكيم" فأحرف الياء والسين ما هى الا احرف اطلقت عليها الاحرف النورانية ولكن لم نصل بعد الى معنى لها مثلها مثل ا ل م أو مثلا ك هـ ي ع ص.
ونرى الله يقول ايضا " ن . والقلم وما يسطرون " وللجذر اللغوى معنى عند الله تعالى وهو وصف مطلق لحقيقة مسألة ما يصفها لنا وجميع مشتقات هذا الجذر تدور ضمن اطار الوصف الذى يحمله هذا الحذر ولا توجد كلمه قرآنيه مرادفة لكلمة اخرى تنتمى لجذر واليكم بعض الامثله :وروت كلمنا النسئ ،ومنسأته فى الكتاب 
"إنما النسئ زيادة فى الكفر " التوبه 307 
"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته " سبأ 14 
نحن نعلم أن هذا الجذر "ن س ا " يعنى التأخير . فتقول نسأ الشئ إى أخره . ووفق هذا المعنى ما علاقة منسأته التى فسرت على أنها عصا سليمان . نعم لقد أخرت عصا سليمان علم الجن بموت سليمان ولم يعلم بموته إلا عندما أكلت دابه الأرض منسأته أى عصاه ، فهذه العصا التى أخرت علم الجان بموت سليمان . وهذا الوصف الدقيق هو وصف مطلق لهذا المعنى ، لأن كلمة عصا وردت كثيرا فى القرآن وبالذات مع قصى سيدنا موسى عندما أمره الله بأن يلقى بعصاه . ولهذا نرى أن الجذر اللغوى فى القرآن لا يمكن أن نختلف فى معناه ومضمونه من آية إلى أخرى .
جذر أخر هو" ب ع ل" ذكر فى القراآن الكريم سبعة فروع كلها نصف أزواج النساء وفرع واحد يصف حينما يدعونه الكفار (ببعل ) كما فى الآية التالية " أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " الصافات 125 . وصف البعل بالزوج أو الزوج بالبعل هو دليل على الأنقياد والإتباع والقوامه ، وهو نفس الوصف الذى يأتى وصفا للصنم الذى يدعونه الكفار ( بعلا) أن هذا الصنم كان قواما عليهم ويتبعونه ويتركون الله أحسن الخالقين .
ومشتقات أخرى كثيرة ستجدها عند قراءة القرآن قراءة تدبريه لقوله " أفلا يتدبرون " نجد مثلا أن جميع مشتقات الجذر "ح ز ن " مرتبطة بالبشر فقط ، ولم تأت مرتبطة بالذات الإلهيه أبداً وكذلك مشتقات الجذر "ا س ى " نراها ترتبط بالبشر ، وكذلك "ن د م " ترتبط بالبشر فقط .
من مشتقات الجذر " ق س ط " فى القرآن كلمتا القاسطين والمقسطين وقد وصفت هاتين الكلمتين مسألتين متناقضتين ... " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط لإن الله يحب المقسطين " المائده 42 
" أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين " الممتحنه 8 .
ويدور معنى القسط فى اعطاء الشئ حقه وقياس الامور فى ميزان واحد لا يميل على طرف من الطرفين " واوفوا الكيل والميزان بالقسط" الانعام 152 . والقسطاس هو اقوم الموازين التى تعطى كل ذى حق حقه وكما قال تعالى " واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم " الاسراء 35 . والذى يحنى تعادل الكفتين للميزان تعادلا تاماً . والمقسطون هم الذين يزنون الامور بينهم وبين الآخرين بالقسطاس وبحيث تكون كفة غيرهم على حساب كفتهم وإذا حكموا بالقسط بين الناس يأخذ معهم كل ذى حق حقه. أما القاسطون فهم عكس ذلك يرجحون كفتهم على كفة الغير ولا يزنون الامور بالقسط ووصفهم الله تعالى بالمطففين . " ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون" المطففيين 1 الى 3
اما الجذر " ع د ل " هو اعادة الامور الى سويتها اى اعاده الحق لاصحابه " واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " وهكذا نرى الفرق بين القسط والعدل واضحا فى القرآن الكريم من حيث الأصل الجذرى للكلمه.
أرجو منكم جميعا أن تتدبروا القرآن وتستمعوا بقراءته وفهم منهج الله 
"من كتاب الحق المطلق " عدنان الرفاعى
وسوف نواليكم بالمزيد .

0 التعليقات:

ADs