اعلان


أقتل………… أقتل .
 د. زكى سالم


بعد قتل أكثر من سبعين مصريا من «الألترس»، ومشجعى النادى الأهلى، وبعد إصابة المئات من الأبرياء، خرج عشرات الآلاف من المصريين وقلوبهم تدمى، وهم يهتفون لا ضد النادى المصرى، ولا ضد أهل بورسعيد، ولكنهم يهتفون بوعى: «يسقط.. يسقط.. حكم العسكر». وهكذا يدرك شعبنا العظيم طبيعة المؤامرة الدنيئة التى تحاك ضده من كلاب مبارك المسعورة، ولذلك أؤكد أننا سنحاكمهم، وسنحاكمهم محاكمات قضائية عادلة.


ولنتأمل فى تعليق المشير على المذبحة، إذ قال: «مين اللى عمل كده؟.. أفراد من الشعب المصرى.. الشعب المصرى ساكت عليهم ليه؟!.. عايزين الشعب المصرى كله يشترك». ومعنى هذا الكلام الخطير أن ينزل الشعب إلى الشوارع لتحقيق الأمن بنفسه! وهكذا يخرج المواطنون من بيوتهم، حاملين السلاح للقصاص من الآخرين! مما يؤدى حتما إلى حدوث حرب أهلية! وهذا المنطق العبثى يذكرنا بنفس طريقة التفكير التى واجهناها يوم مذبحة ماسبيرو، حين اندفع الإعلام الرسمى الموجه بخبث ودهاء، يصرخ فى جماهير شعبنا، ويحثهم على النزول فورا إلى الشوارع من أجل الدفاع عن الجيش المصرى (الغلبان) الذى يتعرض إلى هجوم شرس من المسيحيين أمام مبنى ماسبيرو! هذه الدعوة الخبيثة التى كان يمكن لها أن تشعل البلد كله!


وفى الصفحة الرسـمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة كتبوا فى بيان: «ما كادت أحداث مباراة بورسعيد أن تنتهى حتى بدء الهجوم على حكم العسكر»، ويبدو من هذا الكلام أن أعضاء المجلس العسكرى متعجبون جدا، ومندهشون للغاية من أن شعبنا الواعى ربط بسرعة بين مجزرة بورسعيد والمذابح المتتابعة من جهة، وحكم المجلس العسكرى من جهة أخرى!


ويضيف البيان: «ولم يتركوا فرصة واحدة إلا وتعدوا على أفراد القوات المسلحة والشرطة بالفعل والقول والألفاظ البذيئة والإشارات الخارجة التى وصلت إلى رفع الأحذية أمام ماسبيرو..»، وهكذا يتضح لنا أن من قتلوا فلذات أكبادنا دهسا بالمدرعات، وضربا بالرصاص الحى، يتضايقون جدا من سماع الألفاظ البذيئة، أو مشاهدة الإشارات الخارجة، والأحذية!


ثم يقول البيان: «اتقوا الله فى مصر وجيشها وشعبها. إن هذه المخططات التى يتم تنفيذها تريد هدم مصر وجرها إلى الفوضى الشاملة». والحقيقة أن الناس جميعا لا تتحدث عن جيشنا العظيم إلا بالخير، ولكنهم يتحدثون بطريقة مختلفة عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة. أما هذه المخططات المذكورة، فنسمع عنها دائما بعد كل مذبحة عسكرية، دون أن يضبط أى من هذه المخططات المذعومة!


ثم يختتم البيان بنفس الطلب الذى طلبه المشير من شعبنا، هكذا: «لنتصدى جميعا لهذه الفئة الضالة فى المجتمع التى تثير الفزع والرعب فى قلوب المصريين بأعمال البلطجة»، فمن يصدق أن قوات الشرطة ومعها قواتنا المسلحة، غير قادرتين على فرض الأمن فى البلد، ومن ثم يطلبون من شعبنا الأعزل أن يخرج للتصدى إلى عمليات القتل 
والبلطجة؟!


بقلم د. زكى سالم ..

0 التعليقات:

ADs